الوحدة الثانية :تطور العالم الثالث مابين 1945م-1989م
الكفاءة القاعدية :أمام وضعيات إشكالية تعكس تطور العالم الثالث مابين 1945م و1989م يكونالمتعلم قادرا على دراسة ظاهرة التحرر باستغلال مجموعة سندات (وثائق).
الوضعية الأولى :استمرارية حركات التحرر
الإشكالية : عرفت بلدان العالم الثالث ريادة نشاط حركات التحرر بعد الحرب العالمية الثانية .
فما عوامل ونتائج ذلك ؟
1- مفهوم العالم الثالث :وهو مصطلح جغرافي سياسي أطلقه الفرنسي ألفريد سوفي عام 1956م على الدولالمستقلة حديثا في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية , والتي رفضت سياسةالحرب الباردة بين المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي متبنية الحياد الإجابي , وهو ما يعرف اليوم بعالم الجنوب المتخلف .
2-مفهوم الاستعمار التقليدي :وهو مصطلح سياسي يتمثل في نمط الاستعمار المباشر الذي يعتمد الحملات العسكرية المباشرة والحكم المباشر من خلال الجندي والدبابة .
3-مفهوم الاستعمار الجديد (المقنع) :وهو مصطلح سياسي يتمثل في نمط استعماري حديث ظهر بعد الحرب العالميةالثانية تتمثل في هيمنة الدول الكبرى على الدول الصغرى اقتصاديا وثقافيامن خلال هيمنتها على المواد الأولية والمواد المصنعة بواسطة الشركاتالأجنبية وهيمنتها على التكنولوجيا الحديثة والنظام الاقتصادي العالميووسائل الإعلام , ويعرف هذا الاستعمار بالاستعمار المقنع .
4- سياسة سد الفراغ :وهي نمط استعماري حديث ظهر بعد الحرب العالمية ii خلال صراع الحرب الباردةبين الكتلتين الاشتراكية والرأسمالية , طبقته الو.م.أ بالدرجة الأولى من خلال محاولتها خلافة فرنسا في بعض المناطق المنسحبة منها مثل : الهندالصينية .
5- التحرر السياسي :هو تمكن شعوب المستعمرات من طرد الاستعمار الأوروبي العسكري المباشر من أراضيها وتحقيق الحرية السياسية لشعوبها .
6- التحرر الشامل :هو التحرر الكامل الذي يشمل كافة المجالات السياسية والاقتصاديةوالاجتماعية والثقافية . وهو هدف سامي ما زالت العديد من دول المستعمرات المستقلة سياسيا تناظل من أجل تحقيقه .
7- تنوع أساليب وخصائص حركات التحرر في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية :
عرفت المستعمرات في القارات الثلاث تقريبا تزايدا في نشاط حركات التحرر بعد الحرب العالميةii نتيجة توفر عوامل داخلية وأخرى خارجية .
كما عرفت تلك المستعمرات تنوعا في أساليب الكفاح بها بين الكفاح السياسي والكفاح الاقتصادي والكفاح العسكري المسلح من جهة وتنوع خصائص حركات التحرر بها من جهة أخرى حيث وجدت بينها خصائص مشتركة وأخرى مميزة او خاصة فمن الخصائص المشتركة نذكر :
* السبب الرئيس في ظهورها هو التواجد الاوروبي في تلك المناطق
* هدفها تحرير أراضيها من ذلك التواجد الأوروبي
* انحسارها في جنوب الارض تقريبا
* التضامن فيما بينها خاصة التضامن الأفروأسيوي
* تركيزها على الكفاح السلمي السياسي في فترة ما بين الحربين وعلى الكفاح العسكري المسلح بعد الحرب العالمية ii .
أما الخصائص المميزة فمنها :
* الاختلاف في الجهة التي قامت ضدها
* الاختلاف في الشدة ( سلمي , عسكري مسلح ) والمدة .
* تميز الكفاح في البلدان العربية الإسلامية على أنه جهاد في سبيل الله علاوة على أنه كفاح من أجل تحرير الأرض
· الحركة التحررية في الهند الصينية :
الهندالصينية هي الرقعة الجغرافية الواقعة جنوب الصين وشرق الهند ومنها الهندالصينية الفرنسية التي تضم : الفيتنام , اللاووس , كمبوديا , والتي شكلت منها فرنسا منذ عام1898م كنفدرالية الهند الصينية الفرنسية .
وقد عرفت هذه المنطقة زيادة في نشاط حركات التحرر بها منذ1941م بتأسيس الفيات منه بقيادة هوشي منه , وبانتهاء الحرب العالمية ii وجدت المنطقة نفسها مقسمة إلى نصفين يفصل بينهما خط70 درجة شمالا , وقد عرف الشمال ظهور حكومة وطنية بزعامة هوشي منه في سبتمبر 1945م, في حين عرف الجنوب عودة الفرنسسين وهو ما أدى إلى اندلاع الثورة الفيتنامية ضد فرنسا في نوفمبر 1946م , وهي الثورة التي امتدت حتى ماي 1954م وانتهت لصالح الفيتناميين , وأعقبت بانعقاد قمة جنيف في جويلية 1954م التي أقرت ما يلي :
- التأكيد على تقسيم الفيتنام إلى قسمين شمالي وجنوبي , وإقامة هدنة بينهما .
- منح كمبوديا واللاووس الاستقلال التام .
- منع إقامة قواعد عسكرية أو تشكيل أحلاف عسكرية بالمنطقة .
- تقرير مصير الفيتنام من خلال استفتاء يجرى لأجل أقصاه سنتين منذ عقد المؤتمر (جويلية1945م) .
غيرأن الو.م.أ لم ترضها تلك القرارات خاصة آخرها , فعملت على تطبيق سياسة سد الفراغ في المنطقة بتدعيم من النظام الرأسمالي في جنوب الفيتنام ثم التدخل العسكري في الفيتنام , غير أنها فشلت أمام صمود الفيتناميين الذين وحدواالفيتنام تحت الراية الاشتراكية منذ صائفة 1945م.
* الحركة التحررية في الهند :
تعد الحركة التحررية في الهند من أبرز حركات التحرر في العالم لتميزها دون غيرها بأسلوب الكفاح السلمي الذي تبناه القائد الهندي غاندي والذي قاطع من خلاله الإدارة البريطانية في الهند سياسيا وإداريا وقضائياواقتصاديا متمكنا من تحقيق استقلال بلاده عن التاج البريطاني عام 1947 م والتي انشطرت إلى دول : الهند , باكستان , بنغلاداش .
* الحركة التحررية في مصر ( الثورة المصرية 23 جويلية 1952م ) :
1- طبيعتها :
حركة تحررية عربية مصرية قادها مجموعة من ضباط الجيش المصري أطلقوا على أنفسهم الضباط الأحرار , بقيادة اللواء محمد نجيب ضد النظام الملكي بمصر الممثل في شخص الملك فاروق المتعاون مع الإنجليز ضد مصالح بلاده وشعبه .
2- أسبابها :منها :
- فساد النظام الملكي المصري
- تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للشعب المصري .
- استمرار التواجد البريطاني رغم معاهدة الاستقلال الموقعة منذ 1936م
- هزيمة الجيش المصري في حرب فلسطين1942 م بسبب صفقة الأسلحة الفاسدة التي تورط فيها النظام المصري
إنجازات الثورة المصرية :
أ) الداخلية :
-تأميم حوالي 36% من الأراضي الإقطاعية وتوزيعها على الفلاحين الصغار في سبتمبر 1952م
- إلغاء الملكية وإقامة النظام الجمهوري في جوان 1953م
- وضع حد للوجود البريطاني في مصر بتوقيع اتفاقية الجلاء في أكتوبر 1954م
- بناء السد العالي (سد مائي) لتطوير الزراعة والصناعة بمصر
- تأميم قناة السويس في 26جويلية 1956م
- تأميم المصارف والبنوك الأجنبية بمصر في نهاية 1957م
ب) الخارجية :منها
- منح السودان استقلالها في فيفري 1953م
- تفعيل دور الجامعة العربية
- المساهمة بشكل فعال في إنشاء حركة عدم الانحياز في سبتمبر 1961م
- مواجهة الخطر الصهيوني في المنطقة العربية
- مقاومة المشاريع الغربية الرأسمالية في المنطقة العربية مثل : حلف بغداد 1955م , مشروع أيزنهاور 1957م
- محاولتها تشكيل وحدة عربية على أساس قومي جسدتها بوحدة سورية مصرية من 22فيفري 1958م حتى 28 سبتمبر 1961م
الثورة الجزائرية 1954م - 1962م
احتلت الثورة الجزائرية مكانة جد مرموقة على الساحة الدولية بإثباتها مجموعة من الحقائق شكلت خصائصا لها منها :
- أول الثورات التي أفشلت السياسة الاستطانية الأروبية خارج أوروبا
- نجاحها في أثبات مبدأ # ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة #
- إثباتها أن الانتصار على قوى الاستعمار والظلم حتمية تاريخية لا جدال فيها , أمام إرادة الشعوب التواقة للحرية والسيادة .
- مواصلتها لثورة التعمير بعد ثورة التحرير
- تمكنها من التخلص من قيود الاستدمار في وقت قصير نسبيا
- تميز موقفها الخاجي بمناصرة حركات التحرر والقضايا العادلة ومناهضة ومقاومة التسلط والهيمنة والنفوذ .
الثورة الكوبية 1956م - 1962 م
كوباجزيرة صغيرة في عرض المحيط الأطلسي محدودة الإمكانات , غير أنها تمكنت من إيجاد مكانة لها على الساحة الدولية بعد نجاح ثورتها الاشتراكية 1956م-1962م بزعامة فيدال كاسترو والتخلص من النظام الرأسمالي الممثل فيشخص جون باتيستا الموالي للو.م.أ وتطبيق النظام الاشتراكي رغم معارضةالو.م.ا وتهديدها لكوبا إلا أن إرادة الشعب الكوبي المحدود الإمكانات كانت أقوى من الو.م.ا التي تعد أقوى دولة في العالم اليوم .
من الكفاح من اجل التحرر إلى ترتيبات ما بعد الاستقلال
في ظل تزايد نشاط حركات التحرر في المستعمرات تنبأت الدول الاستعمارية وعلىرأسها بريطانيا بحصول هذه الدول على استقلالها لذلك فكرت في كيفية المحافظة على امتيازاتها الاستعمارية في تلك الدول حتى بعد استقلالها فأنشأت لذلك منظمات تربط بينها وبين مستعمراتها , إذ انشأت بريطانيا منظمة الكومنوولث عام 1931م وأنشأت فرنسا منظمة الفرونكفونية عام 1970م .
الوضعية الثانية :انعكاسات علاقات الثنائية القطبية على العالم الثالث
* التحالفات والتمزق السياسي :
خلف صراع الثنائية القطبية بين المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي نتائج سلبية للغاية على دول العالم الثالث كونها كانت مسرحا لأزمات تلك الصراعات , وشعوبها كانت وقودا لحروبه , كما كانت أراضيه محل تجريب للأسلحة التقليدية للمعسكرين ويبقى أخطر الانعكاسات هو التمزق السياسي الذي عانت منه بعض دول العالم الثالث ومنها :
1- الكونغو :وهي دولة في وسط غرب إفريقيا , تتربع على مساحة تقدر بـ2687000 كلم2 , غنية بثرواتها الطبيعية ومواردها المائية , قسمت منذ1884م بين فرنساوبلجيكا وبزيادة نشاط حركات التحرر في المستعمرات بعد الحرب العالمية ii تمكن الجزء الخاضع لبلجيكا من الحصول على استقلاله منذ 1960م بقيادة باتريس لوممبا الرجل الوطني الحر الذي كان عازما على تحرير المنطقة من الوجود الغربي , غير أن اتهامه بالولاء للإشتراكية وخلعه وإعدامه من قبل العناصر الموالية للغرب الرأسمالي حال دون ذلك وأبقى الكونغو مقسمة حتى بعد استقلال الجزء الخاضع لفرنسا 1969م.
2-كوريا :وهي شبه جزيرة في أقصى شرق آسيا , خضعت للإستعمار الياباني مع نهاية القرن 19م , وبانهزام اليابان في الحرب العالمية ii وتجريده من مستعمراته كان من المفروض استقلال الجزيرة موحدة , غير ان انتشار المذهب الاشتراكي في شمالها والمذهب الرأسمالي في جنوبها حال دون توحدها , رغم الحروب الأهلية بين أنصار المذهبين من جوان 1950م إلى جويلية 1953م والتي توقفت بالتوقيع على الهدنة الكورية التي أقرت بتقسيم كوريا إلى شمالية اشتراكية وجنوبية رأسمالية يفصل بينهما خط 38 شمالا .
3-الهند :وهي شبه جزيرة واسعة في جنوب آسيا , تعرضت للغزو البريطاني منذ بداية القرن 17م والذي مارس فيها سياسة *فرق تسد* , التي أدت إلى انقسامها بعد استقلالها عام 1949م إلى دولتين هما الهند وباكستان مع إلحاق منطقة البنغال شرق الهند بباكستان , ونظرا للبعد الجغرافي بينهما وهو حوالي 1600كم طالبت باستقلالها عن باكستان وكان لها ذلك , وأعلنت استقلالها عام 1971م في اليوم 03فيفري , وهو ما أدى إلى ظهور دولة بنغلاداش بعدما كان اسمها سابقا عند انتمائها إلى باكستان بباكستان الشرقية .
4- القبرص :وهي جزيرة في عرض البحر الأبيض المتوسط , غرب سواحل الشام , عرفت وجودا إسلاميا منذ الفتحات الأولى للمسلمين , حكمها العثمانيون لفترة 4 قرون ثم تعرضت لاحتلال بريطاني مع بداية القرن 20 حيث استمر حتى 1960م تاريخ استقلال الجزيرة , ووضع دستور لها أعطى الطائفة المسلمة فيها 40% من وظائف الشرطة و30% من الوظائف العامة , ومنحها حق النقض الذي يمكنها من تعطيل أي قانون يمس بمصالحها , وهو مالم يرضي الطائفة المسيحية بالجزيرة , مماجعلها تكيد للطائفة المسلمة , غير أن تدخل تركيا لحماية القبارصة الأتراك المسلمين حال دون ذلك , وأدى إلى تقسيم الجزيرة عام 1974م إلى نصفين شمالي للقبارصة المسلمين وجنوبي للقبارصة المسيحيين .
*التبعية الاقتصادية والسياسية والعسكرية :
1/ التبعية السياسية :تمثلت في قيام الدول الاستعمارية الكبرى بربط مستعمراتها بها باتفاقيات ذات بنود مجحفة تحافظ على مصالح تلك الدول الاستعمارية في مستعمراتها حتى بعد الاستقلال , كما أن هذه الدول الاستعمارية حريصة كل الحرص على تدبير الاغتيالات والانقلابات للقيادات الوطنية من أجل إزاحتها وتنصيب أنظمة موالية لها مثال ذلك ما فعل بباتريس لوممبا بالكونغو وأنور مصدق بإيران .
2/ التبعية الاقتصادية :نجمت عن التخلف التكنولوجي ونقص رؤوس الأموال بالبلدان المتخلفة وهو ماعرضها لمساومات وشروط من قبل دول المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي .
3/ التبعية العسكرية :فرضتها حاجة الدول الماسة للمحافظة على أمنها القومي بشراء أحدث الأسلحة وأحدث الاختراعات العسكرية وهو ما وجدت فيه الدول الكبرى وشركاتها فرصة لإحكام قبضتها عسكريا على المتخلفة .
* جهود التحرر الاقتصادي والتنمية الشاملة :من اجل التخلص من التبعية السياسية والاقتصادية والعسكرية وتحقيق التحررالاقتصادي والتنمية الشاملة لجأت دول العالم الثالث إلى اتباع جملة منالإجراءات ومنها الدول العربية التي لجأت إلى :
1- تفعيل دور الجامعة العربية وتنشيط مكانتها السياسية والاقتصادية على الساحة العربية .
2- محاولة انشاء سوق عربية مشتركة لتفعيل التبادل التجاري بين الدول العربية منذ1957م .
3- محاولة إنشاء منطقة للتجارة الحرة في الوطن العربي منذ1964م .
4- انشاء المنظمة العربية للبترول عام1968م من أجل استغلال أفضل للبترول العربي .
5- محاولة تحقيق وحدة قومية عربية شكلت نواتها الأولى بين مصر وسوريا من فيفري 1958 م إلى سبتمبر 1961م .
6- انشاء منظمات إقليمية عربية منها : اتحاد مجلس التعاون الخليجي سنة1981م واتحاد المغرب العربي في فيفري 1989م .
* التضامن الأفرو آسيوي :وهو التضامن بين الدول الإفريقية والآسيوية والذي بدأ منذ زيادة نشاط حركات التحرر في القارتين من خلال التضامن والتناصر فيما بين تلك الحركات من أجل تحقيق الاستقلال السياسي لبلدانها وهو ما جسده " لقاء باندونغ" أفريل 1955م , ثم تطور هذا التضامن الأفرو أسيوي إلى إيجاد موقف سياسي من الحرب الباردة بين المعسكرين هو" عدم الانحياز الإيجابي " الذي جاء بـ " حركة عدم الانحياز" والتي طورت اهتماماتها منذ مؤتمرها الرابع بالجزائر سبتمبر 1973م حيث أضافت اهتمامات اقتصادية إلى جانب اهتماماتها السياسية في مقدمتها المطالبة بتعديل النظام الاقتصادي العالمي وجعله يتماشى مع طموحات كل شعوب العالم .
* انشاء المنظمات الدولية والإقليمية :
في ظل بحث الدول المستقلة حديثا عن تحقيق التنمية الشاملة والتحرر الاقتصادي لجأت إلى تأسيس وانشاء عدة منظمات دولية وإقليمية , فمن المنظمات الإقليمية
" منظمة الوحدة الإفريقية "في إفريقيا التي أسست في ماي 1963م ’ والتي استبدلت سنة2001م بالاتحاد الإفريقي , أما على المستوى الدولي فأهم المنظمات في هذا المجال نجد " مجموعة 77 " التي تأسست منذ1964م من عدة دول في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وجزر المحيط الهادي والتي باتت تضم اليوم حوالي133 دولة .
الوضعية الثالثة: سقوط الاتحاد السوفياتي و أثره على العالم الثالث
*الكفاءة المستهدفة: أثر سقوط الاتحاد السوفياتي على العلاقات الدولية و تحول الصراع بين الشرق و الغرب إلى شمال وجنوب
*الإشكالية: لقد هيمن الا س على قرابة الأربع عقود سياسيا وعسكريا في مواجهة القطب الرأسمالي بزعامة الوم أ لينهار في مطلع التسعينيات بسبب عوامل داخلية و أخرى خارجية و فتح المجال أمام نظام دولي جديد بزعامة الو م أ و كانت تداعياته خطيرة على دول العالم الثالث
1/أثر سقوط الا س في تكريس الاستعمار و التبعية:
تبع سقوط الا س و من ورائه دول المعسكر الشيوعي ظهور مجموعة الدول المستقلة بإعلانها الاستقلال عن السلطة المركزية، و بروز روسيا الاتحادية باعتبارها الوريث الشرعي للا س( لها مقعد دائم في مجلس الأمن و ترسانة كبيرة من السلاح النووي).
* أول الدول المتأثرة مباشرة بهذا التغير هي دول أوربا الشرقية حيث بنهاية الحرب الباردة ظهرت موجة من الحركات المطالبة بالانفصال عن الا س الأمر الذي أدى إلى تصدع المعسكر الشيوعي و ظهور دول جديدة أولها في بولونيا في 1989 و كذا في دول البلطيق ثم بلغاريا في 1991 و أوكرانيا في 1991.
2/نهاية الحرب الباردة و أثرها على العلاقات الدولية:
- ظهرت بوادر نهاية الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي و الغربي منذ وصول غورباتشوف 1985م إلى السلطة و تأكد ذلك بعقد مؤتمر مالطا سنة 1989 و أعلننهائيا عن نهاية الحرب الباردة بتوقيع الا س و الو م أ على وثيقة باريس في 23/12/1990.
- هذه التطورات زعزعت الاستقرار في العديد من دول العالم الثالث ذات الأنظمة اليسارية كأفغانستان و يوغسلافيا.
- انتقال الصراع بين الشرق و الغرب إلى الشمال و الجنوب و تحول العالم من الثنائية القطبية إلى الأحادية القطبية في إطار النظام الدولي الجديد الذي أعطى مسارا جديدا للعلاقات الدولية موكلا للو م أ قيادة العالم بمنظورها من خلال الهيئات الدولية هيأة الأمم و الناتو.
- اضطرار دول العالم الثالث إلى التأقلم مع التطورات الجديدة و تخليها عن مناهضة الامبريالية بما و يتلاءم مع الأحادية القطبية.
- سعي الو م أ إلى إضعاف دور حركة عدم الانحياز و التقليل من فاعلية التعاون بين دول الجنوب.
3/حدوث أزمات دولية و فرض الارادة الأمريكية:
* انهيار الأنظمة الاشتراكية في أعقاب سقوط الا س و سعي هذه الدول للقيامبإصلاحات أرهق كاهلها و أجبرها على اللجوء إلى المؤسسات المالية الدولية (fmi-bird) و أمام عجز هذه الدول عن السداد فرضت عليها أنظمة اقتصادية واجتماعية و حتى تعليمية وفق المنظور الغربي الذي هو في الحقيقة تكريسللاستعمار الجديد.
* كانت المديونية أكثر وسائل الابتزاز السياسي ( تبني أنظمة تعددية بهدف إيجاد تنظيمات داخلية موالية) مثلما حدث في العراق و الجزائر.
* فرض الديمقراطية الأمريكية بالقضاء على الأنظمة الديكتاتورية حسب التصور الأمريكي.
* تمزيق الأمة العربية و تمكين دولة إسرائيل في المنطقة
القضية الفلسطينية
*الإشكالية: القضية الفلسطينية هي قضية اغتصاب اليهودللأراضي العربية الفلسطينية منذ 1948 و هي قضية مرتبطة بالحركة الصهيونية التي هي حركة سياسية عنصرية استعمارية أصل التسمية مشتق من جبل صهيون شرق القدس زعيم الحركة هو ذيودر هرتزل بدأت من مؤتمر بال 1897.
ماهي جذور الصراع القضية و التقسيمات التي عرفتها فلسطين و الصراع العربي الإسرائيلي و التواطؤ الدولي ضد القضية الفلسطينية؟
فلسطين تحت الانتداب البريطاني:
حاجة بريطانيا لليهود خلال الح ع 1 جعلها تلجأ إلى التفاوض معهم انطلاقا من فيفري 1917 و في 2 نوفمبر 1917 أرسل وزير خارجية بريطانيا أرثر بلفور رسالة إلى اللورد روتشيلد تعهد من خلالها بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين (أجنبي لا يملك لأجنبي لا يستحق).
و بموجب مؤتمر سان ريمو في 31 مايو 1920 أعلنت بريطانيا فرض الانتداب على فلسطين و تم تعيين هربرت صمويل البريطاني اليهودي مندوبا على فلسطين
* خلال الانتداب تم فتح باب الهجرة اليهودية إلى فلسطين و العمل على انتقال الأراضي من الفلسطينيين إلى اليهود ( 1920 60 ألف مهاجر- 1922 83 ألف- 1925 121 ألف مهاجر).
* الهجرة أدت إلى الاستيطان و إنشاء الوكالة اليهودية و بناء المدارس والجامعة العربية و رفع العلم و النشيد القومي و فرض اللغة العبرية و سك العملة و تشكيل الفرق الإرهابية.
رد الفعل الفلسطيني:
* بعد ثلاث أيام من فرض الانتداب كشفت بريطانيا عن فحوى وعد بلفور فقابلها الشعب الفلسطيني بمظاهرات رفض في 1920، ثم بثورة أخرى في 1923.
*1929 قيام ثورة البراق أو حائط المبكى بسبب الصراع بين المسلمين و اليهود على المكان انتهى الأمر بمظاهرات بين الجانبين أدى مقتل العديد من الطرفين فقامت بريطانيا بتحديد الهجرة اليهودية نحو فلسطين ومنع انتقال الأراضي من الفلسطينيين إلى اليهود لكن الأمر لم يدم كثيرا.
*1935 أصدر الإمام الحاج أمين الحسين فتوى تحرم بيع الأراضي الفلسطينية إلى اليهود.
* ثورة 1936 دعت الأحزاب الفلسطينية إلى ممنوع شامل تطورت إلى ثورة تعد أعنف ثورة للفلسطينيين بعد إعلان الانتداب تميزت بالشمولية و اتساع نطاقها تزعمها عز الدين القسام.
*مشاريع التقسيم:
أ/ مشروع تقسيم 1937:
تمثل في مشروع لجنة بيل التي أسسها اللورد بيل سنة 1936 بعد ثورة 1936 و قدم المشروع في 7 جويلية 1937 و تضمن مايلي:
دولة عربية تشمل الضفة الغربية لنهر الأردن و قطاع غزة و صحراء النقب.v
دولة يهودية تشمل الشمال و النصف الشمالي الساحلي من حدود لبنان إلى تل ابيبv
الأماكن المقدسة ( القدس و بيت لحم ) تحت الانتداب البريطانيv
* خلال الح ع 2 حاولت بريطانيا مهادنة العرب باصدار الكتاب الأبيض 1 الذي يحدد الهجرة اليهودية لكن رفض من طرف اليهود في مؤتمرهم ببتلمور في 13 ماي 1942.
*بعد الح ع 2 تخلت بريطانيا عن مهادنة العرب و تعاونت مع الو م أ
* أصدر الرئيس الأمريكي هاري ترومان الكتاب الأبيض 2 الذي حدد الهجرة اليهودية ب 100 ألف.
* 1946 عقد مؤتمر مورسون لتقسيم فلسطين إلى أربعة مناطق هي دولة عربية و يهودية و المناطق المقدسة و النقب.
ب/ مشروع التقسيم1947:
سنة 1947 تخلت بريطانيا عن حل القضية الفلسطينية بعرضها على الأمم المتحدة و التي أصدرت في 29 نوفمبر 1947 القرار ألأممي رقم 181 القاضي بتقسيم فلسطين إلى:
دولة عربية تضم قطاع غزة و الضفة الغربية و أقصى الشمال.
دولة يهودية تضم صحراء النقب و الشريط الساحلي من حيفا إلى يافا و إقليم طبرية في الشمال.
مدينة القدس تحت الإدارة الأممية.
إعلان قيام دولة اسرائيل و الصراع العربي الاسرائيلي:
* 14 ماي 1948 أعلنت بريطانيا عن نهاية الانتداب البريطاني في فلسطين.
15 ماي 1948 أعلن اليهود عن قيام دولة إسرائيل عن طريق رئيسهم دافيد بنقريون و عاصمتها تلابيب و اعترفت بها بسرعة الو م أ و بريطانيا و الا س وهنا بدأ الصراع العربي الإسرائيلي.
الصراع العربي الاسرائيلي:
أ/ الحرب العربية الإسرائيلية الأولى 1948:
16 ماي 1948 كون العرب جيشا ضم قوات لبنانية و أردنية و سورية و سعودية ويمنية و جزائرية أعلنت الحرب على إسرائيل و تمكنت من الدخول إلى تل ابيب وبضغط من الو م أ أوقف القتال من 11 جوان – 7 جويلية لتعلن إسرائيل في 8جويلية الحرب على العرب لكن هذه المرة لصالحها إذ احتلوا عدة مناطق و عرفت الحرب بفضيحة الأسلحة الفاسدة.
انتهت الحرب بعقد مؤتمر رودس 24 فيفري 1949 الذي خرج بتوقيع العرب معاهدات هدنة مع إسرائيل ( مصر 24 فيفري ،لبنان 23 مارس، الأردن 3 أفريل، سوريا 20 جويلية) و بهذا كسبت إسرائيل 77.4% من الأراضي الفلسطينية.
ب/ الحرب العربية الاسرائيلية الثانية( العدوان الثلاثي على مصر) 1956
اشتاح خلاله اليهود قطاع غزة و صحراء سيناء لكن بتدخل من الا س توقف الهجوم.
ج/ اندلاع الثورة الفلسطينية 1965:
في جانفي 1964 انعقدت قمة عربية بالقاهرة خرجت بلائحة تأييد و مساندة الشعب الفلسطيني فعقد المجلس الوطني الفلسطيني اجتماعا معلنا عن ميلاد منظمة التحرير الفلسطينية ( فتح ) و أسندت قيادة الجيش لأحمد الشقير و بتاريخ 1جانفي 1965 تم الاعلان عن تفجير الثورة الفلسطينية بالاعتماد على أسلوب العمليات الفدائية.
د/ حرب جوان 1967:
في 5 جوان 1967 شنت اسرائيل غارات عسكرية على مطارات الدول المجاورة ( لبنان مصر الأردن سوريا ) تمكنت من خلالها من احتلال قطاع غزة و صحراء سيناء الضفة الغربية القدس والجولان توقفت الحرب في 11 جوان.
أصدر مجلس الأمن قرار 242 في 22 نوفمبر 1967 المتضمن وقف القتال و انسحاب اسرائيل من الأراضي التي احتلتها.
كرد فعل من الشعب الفلسطيني اندلعت معركة الكرامة 1968.
ه/ حرب أكتوبر 1973:
سببها رفض إسرائيل الانسحاب من الأراضي التي احتلتها سنة 1967 و رفضها تطبيق القرار الأممي رقم 242.
كان الهجوم العربي في 6 أكتوبر ( حرب رمضان) بمشاركة مصر و الجزائر و سوريا و العراق و الأردن و المقاومة الفلسطينية.
تمكن العرب من اختراق جدار برليف الدفاعي لكن خيانة أنور السادات حولت الانتصار إلى هزيمة و تدخل مجلس الأمن و أصدر القرار الأممي رقم 383.
انعكاسات الحرب:
- انعقاد مؤتمر القمة العربية بالرباط 24/29 أكتوبر 1974 و اعتبار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي و الوحيد للشعب الفلسطيني.
- فرض اليمن حصارا بحريا على مضيق باب المندب ألحق خسائرا بإسرائيل.
- 14 أكتوبر الأمم المتحدة قرارا يعتبر فتح مراقب في جميع هيأتها.
- تفجير الأزمة اللبنانية في سنة 1975 بسبب متابعة إسرائيل للفلسطينيين و احتلال الجنوب و اقتراف مجازر صبرا و شتيلا 1982.
- 1977 وقع أنور السدات معاهدة الاستسلام مع إسرائيل ثم 2 في كامب ديفيد 1979